سَلَامٌ عَلَى الطَيْرِ لَمَّا يَطِيرْ … وَحِيدِ الجَنَاحِ، ضَعِيفِ الظَهِيرْ
بَأَرْضٍ شَتَاتٍ وَ شَعْبٍ عَقِيمٍ … أَخٌ لِلْجَهَالَةِ وَقْتَ النَفِيرْ
وَ حَتَّى السَمَاءُ بِهَا نَازِعَاتٌ … وَ رِيحٌ عَصَوفٌ وغَيْمٌ مَطِيرْ
و بَحْرُ الأَعَادِي بِهِ كُلُّ مِلْحٍ … يَطُوفُ عَلى سَطْحِهِ مَنْ يُغِيرْ
وَ جَارٌ يُقَاسِمُهُ كُلَّ شَيْءٍ … لِكَي يَجْتَبِيهِ بِخُبْزٍ قَفِيرْ
جَلَسْتُ أُرَاقِبُهُ فِي سُكُونٍ … كَعَذْرَاءَ فِي خِدْرِهَا تَسْتَتِيرْ
فَطَارَ بَعِيدَاً كَأَنِّي عَدُوٌّ … يُرِيدُ انقِضَاضَاً بِمَوْتِ الضَمِيرْ
وَ حَلَّقَ مُبْتَعِدَاً عَنْ عُيونِي … عُيونِي التِي لَيْسَ فِيهَا بَصِيرْ
وَ تُبْصِرُ حَتَى طَرِيقِي بِخَوْفٍ … لأَمْضِي إِلَى خَالِقِي وَ المَصِيرْ
إِذَا جَاءَ لَيْلٌ تَغاشَتْ وَ غَابَتْ … وَ إِنْ حَلَّ صُبْحٌ أَتَتْ كَالخَفِيرْ
وَ فِي اللَيْلِ أَحْلُمُ دُوْنَ حِسَابٍ … بِحُوُرِ الجِنَانِ وَ نَوْمٍ وَفِيرْ
وَ تُخْبِرُنِي باسْمِهَا فِي حَيَاءٍ … وَ حُمْرَةِ خَدٍّ وَ شَعْرٍ قَصِيرْ
فَيَهْفُو بِقَلْبِي شُعُورٌ جَمِيلٌ … كَإحسَاسِ طِفْلٍ يَذُوقُ العَصِيرْ
وَ أَبْكِي لَدَيْهَا عَلَى جَافِياتٍ … تَرَكْنَ القُلوبَ بِوَقْتٍ عَسِيرْ
فَتَحْمِلُ هَمِّي كَأَنِّي وَلِيدٌ … وَ تَجْذِبُنِي نَحْوَ قَلْبٍ قَرِيرْ
وَ تُخْبِرُنِي أَنَّهَا يَوْمَ تَأَتِي … سَتَخْلُقُ قَلْبِي بِصَوْتٍ هَدِيرْ
أَفِيقُ وَ أَدْعُو لَعَلِّي أَرَاهَا … بِوَقْتِ الصَبَحِ الطَويلِ العَزِيرْ
أُعَزِّي شُعُورِي بِشِعْرٍ قَصَيرٍ … بِوَقْتِ الصَلَاةِ كَأَمْرٍ شَرِيرْ
وَ خَبِّئْ لَهَا كُلَّ شِعْرٍ غَفِيرْ … فَذِي تَسْتَحِقُّ الكَلَامَ الكَثيرْ)
وَ ذِي تَسْتَحِقُّ القَوَافِي جَمِيعَاً … وَ قُوْلَ المُهَلْهِلِ وَ ابْنِ الأَثِيرْ
عُلُومَاً وَ فَضْلَاً وَ إحْقَاقَ حَقٍّ … وَ حِفْظَاً لِسِرٍّ بَقَلْبِ الأَمِيرْ
(وَ ثَأْرَاً لِجَفْنٍ بِهِ بَعضُ كُحْلٍ … وَ عِطْرٍ بِقَلْبِي بِهِ قَدْ أَطِيرْ
فَأَغْدُو بِهَذَا كَطَيْرٍ وَحِيدٍ … يَطِيرُ لِسَرْبٍ فَيَغْدُو الأَسِيرْ
