شُمُوسُ الكَوْنِ تَسْبَحُ فِي الفَضَاءِ … تُسَبِّحُ خَالِقَاً فَوْقَ السَمَاءِ
بِسِدْرَةِ مُنْتَهَىً وَ جِنَانِ مَأْوَىً … ثَمَانِيَةُ المَلِيكِ لَهُمْ رَجَائِي
وَ شَمْسِي غَادَرَتْ لِيَجِيءْ لَيْلِي … وَ يُظْهِرَ بَدْرُهْ فِي كِبْرِيَاءِ
تَوَسَّطَ أَسْوَدَ الآفَاقِ لَمَّا … حَبَتْهُ الشَمْسُ أَحْمَرَهَا النِسَائِي
لَهُ شَعْرٌ طَوْيلٌ مُسْتَقِيمٌ … خَفَاهُ اللَيْلُ مِنْ تَحْتِ الرِدَاءِ
وَ قَالَ لِيَ الحُدَاةُ وَ قَدْ رَأَوْهُ … بِأَنَّ اللَوْنَ أَسْوَدُ كَالرِدَاءِ
فَزُرْتُ البَدْرَ فِي وَجَلٍ وَ إِنِّي … أُرِيدُ القُربَ فِي وَقْتِ العِشَاءِ
فَقَالَ البَدْرُ فِي حَزْمٍ خَجُولٍ … أُرِيدُ البُعْدَ عَنْ كُلِّ الدَوَاءِ
وَ أَنْ أَحْيَا وَحِيدَاً فِي زَمَانٍ … بِهِ كُلُّ الذُكُورِ كَمَا الرِوَائِي
ضَمَمْتُ البَدْرَ مَكْسُورَاً وَ لَكِنْ … بِضَمَّتِهِ جَمَعْتُ أَنَا رِدَائِي
وَ قُلْتُ لَهُ وَدَاعَاً يَا جَرِيحَاً … سَتَلْقَانِي المُحِبَّ عَلَى المَدَاءِ
