أُسَفِرُ أَلْفَ مِيلٍ فِي البِحَارِ … وَ أَعْلَمُ مَنْ سَيَبْقَى فِي انتِظَارِي
إَذَا مَا غِبْتُ دَهْرَاً صُنْتِ قَلْبِي … بِأَقْوَى رَادِعٍ؛ مِنْ كُلِّ نَارِ
وَ زَادَ الشَوْقُ فِي القَلْبَيْنِ حَتَّى … عَدَدْنَا أَنْجُمَ الكَوْنِ الجَوَارِي
وَ لَمْ نَغْفَلْ عَنْ التَعْدَادِ يَوْمَاً … فَلَيْلُكِ قَدْ أَتَى مَعَهُ نَهَارِي
أَعِيشُ بِكُلِّ يَوْمٍ فِي عُلُومِي … لِأَنْسَى -لَيْتَنِي- بُعْدَ البَوَارِ
وَ لَمْ أَقْوَى إِذَا مَا كُنْتِ تَبْكِي … غِيَابِي عَنْكِ فِي أَرْضِ الحِصَارِ
صَحَارٍ قَاسِياتِ رُغْمَ عَطْفِي … وَ شَعْبٌ مَائِلٌ نَحْوَ الشِجَارِ
وَ أَعْيُنُهُمْ تُلَاحِظُ كُلَّ شِيءٍ … وَ صَدْرُهُمُ يَضِيقُ عَلَى الحِوَارِ
ظُلِمْتِ بِهِمْ وَ أَعْلَمُ يَا مَلَاكِي … بِأَنَّكِ نِسْمَةٌ وَ المَوْجُ جَارِي
وَ أَنَّكِ نَرْجِسٌ فِي بَحْرِ شَوْكٍ … يُحَارِبُ لِلنَجَاةِ بِكُلِّ ثَارِ
أُحِبُّكِ يَا مَلَاكَاً فِي كَيانِي … يُحَامِينِي عَنْ الفِعْلِ اليَسَارِ
