خَيْرُ الكَلَامِ قَلِيلٌ بَاتَ مَعْنَاهُ … قُدْ شَابَهَ المَدْحَ لَكِنْ كُلُّهُمْ تَاهُوا
خَيْرُ الكَلَامِ مَدِيحٌ زَانَهُ غَزَلٌ … فِي ذِي الخِصَالِ سُعِدْنَا إِذْ ذَكَرْنَاهُ
قَدْ سَرَّ شِعْرِي أَنْ تَكُونَ حَدِيثَهُ … يَا ذَا الفَضَائِلَ سُرَّ مَنْ يَلْقَاهُ
لَو قِيلَ بَدْرٌ مَا بَلَغْتُمْ وَجْهَهُ … قَدْ غَابَ ذَاكَ البَدْرُ إِذْ يَلْقَاهُ
أَو قِيلَ نَجْمٌ فَالبَرِيَّةُ أَجْمَعَتْ … أَنَّا نَتُوه بٍغَيْرِ نُورِ هُدَاهُ
إِنْ كَانَ يَرْفُقُ بِالبَرِيَّةِ كُلِّها … يَا مَالِكَاً لِلرِفْقِ مَا أَحْلَاهُ
قَدْ زُيٍّنَ الرِفْقُ المُقَدَّرُ عِنْدَنَا … بِمُحَمَّدٍ صَلَّى عَلِيهِ اللهُ
وَ صَحَابَةٌ مِنْ بَطْنِ مَكَّةَ هَاجَروا … لِلدِينِ حِفْظَاً أَوْ لِطَلَبِ حِمَاهُ
إِخْوَانُنَا فِي الدِينِ لَا نَنْسَاهُمُ … كُلٌّ لَهُ فَضْلٌ لَنَا أَعْطَاهُ
فَارُوقٌ حَقٍّ وَ الشُجَاعُ وَ صَاحبٌ … فِي غَارِ ثَوْرٍ لَوْ يَمُوتُ فِدَاهُ
مَا ضَرَّهُ هَذَا الفِدَاءُ وَ إِنَّمَا … قَدْ زِيدَ دَرَجَاتٍ فَمَا أَعْلَاهُ
يَا حَاكِمِينَ نَصِيحَةً فَلتَذْكُرُوا … عَدْلَ النَبِيِّ وَ لِينَهُ وَ صَفَاهُ
وَلْتَعْلَمُوا أَنَ البِلَادَ بِلَادَنَا … لَا لُقْمَةً سَاغَتْ لَهَا الأَفْوَاهُ
اللهُ فَوْقَ العَبْدِ حَقَاً عَالمٌ … فِي اللَيْلَةِ الظَلْمَاءِ لَا يَنْسَاهُ
وَ العَدْلُ بَيْنَ النَاسِ أَمْرٌ وَاجَبٌ … حَتَى يَعُودَ لِدِينِنَا مَنْ تَاهُوا
قَدْ تَمَّ قَوْلِي وَ الرَجَاءُ لِقَاؤُهُ .. مَنْ رَامَ أَنْ يَلْقَى الكَرِيمَ أَتَاهُ
