: الفَتَاةْ
يَا شَاعِرَ الأَقْوَامِ فِي الفَلَوَاتِ … أُنْثُرْ كَلَامَكَ وَاصِفَاً آهَاتِي
جَاءَ الحَبِيبُ مُحَفِّزَاً لِي أَضْلُعِي … فَاحتَارَ عَقْلِي فِي مَدَى الكَلِمَاتِ
وَ القَلْبُ مَكْلُومٌ وَ نَفْسِيَ جَاهَدَتْ … وَ كَلَامُهُ عِطْرٌ يُعَطِّرُ ذَاتِي
قُلْ لِي بِرَبِّكَ هَلْ يَكُونُ مُنَافِقَاً … أَمْ أَنَّهُ آتٍ إِلَيَّ لِذَاتِي
وَ ارفُقْ بِقَلْبِيَ فَالمَشَاعِرُ جَمَّةٌ … مَعْجُونَةٌ بِالشَكِّ فِي الخَلَوَاتِ
وَ انظُرْ لِحَالِي قَدْ آتَانِي بَاكِيَاً … نَدِمَاً عَلَى التَفْرِيطِ وَقْتَ سُبَاتِي
مَا غَادَرَتْ صُوَرِي حَفِيفَ خَيَالِهِ … وَ البَالُ عِنْدِي سَائِرَ الأَوْقَاتِ
: الشَاعِرْ
أَنْتِ التِي فِي العَالَمِينَ كَرِيمَةٌ … إِنِّي أَرَاكِ حِرْتِ دُونَ ثَبَاتِ
وَ أَرَى القُلوُبَ رَقِيقَةً وَ تَرِقُّ إِذْ … نَبْكِي عَلَى صَدْرِ الهَوَى المُقْتَاتِ
وَ أَرَى الحَبِيبَ إِذَا اللَيَالِي أَقْفَرَتْ … رَامَ الرُجُوعَ لِرَوْعَةِ الفَتَيَاتِ
يَبْكِي وَ يَنْدُبُ حَظَّهُ وَ فِعَالَهُ … وَ كَأنَّهُ هُبَلُ العَظِيمُ الآتِي
وَ يُرِيدُ دِفْءً مِنْ حَبِيبٍ سَابِقٍ … فِي مِحْنَةٍ كُبْرَى مِنَ الأَوْقَاتِ
هَذَا الكَلَامُ مُؤَقَّتٌ وَ سَيَنْقَضِي … وَ يَعُودُ فَوْرَاً مِثَلَ أَرْضِ مَمَاتِ
جَرْدَاءَ دَوْمَاً لَيْسَ فِيهَا كَائِنٌ … إِلَّا الجِرَاحُ وَ قَاتِلُ البَسَمَاتِ
: الفَتَاةْ
لَكِنَّهُ قَلْبِي وَ قَلْبِيَ عِنْدَهُ … رَدَّ الحَيَاةَ إِلَيَّ بَعْدَ مَمَاتِي
: الشَاعِرْ
بَلْ ذَاكَ تِرْيَاقُ المَمَاتِ وَ إِنْهُ … سُمٌّ عَظِيمُ قَاتِلُ اللَحَظَاتِ
: الفَتَاةْ
شَكِّي كَبِيرٌ وَ الهَوَاجِسُ أَقْبَلَتْ … قُلْ لِي بِرَبِّكَ كَيْفَ ذَاكَ بِآتِي
: الشَاعِرْ
الشَكُّ يَقْتُلُ حُبَّنَا مِنْ فَوْرِهِ … وَ يُبِيدُهُ فِي أَجْمَلِ اللَحَظَاتِ
لَنْ تَهْنَئِي بِالعَيْشَ ضِمْنَ مَعَارِكٍ … بَيْنَ الحَبِيبِ وَ حُبِّكِ للذَاتِ
الحُبُّ أَعْقَدُ مِنْ تَصَوُّرِ عَقْلِنَا … فَبِهِ نُمَارِسُ أَجْمَلَ الهَفَوَاتِ
لَكِنَّنَا أَهْلُ العُقُولِ وَ إِنَّهَا … نَقَمٌ عَلَيْنَا بَعْدُ طُولِ فَوَاتِ
: الفَتَاةْ
أَشْتَاقُ حُضْنَهُ يَا أَخْي لَكِنَّنِي … بِكَرَامَةِ الأُنْثَى سَأَحْفَظُ ذَاتِي
لَا أَشْتَهِيهِ وَ لَيْسَ فِيهِ مَطَالِبِي … لَكِنَّنِي عَطْشَى إِلَى اللَذَاتِ
فِي صَوْتِهِ لَحْنٌ جَمِيلٌ هَادِئٌ … يُنْسِيكَ هَجْرَ الأَهْلِ فِي لَحَظَاتِ
وَ بِهِ الرُجُولَةُ وَ الرَزَانَةٌ دَائِمَاً … وَ يَصِيرُ طِفْلَاً حِينَ رَامَ لُقَاتِي
: الشَاعِرْ
لَا تَجْزَعِي فَكَذَا الرِجَالُ جَمِيعُهُمْ … إِنَّ الرِجَالَ طُفُولَةٌ بِثَبَاتِ
سَيَجِيءُ نِصْفُكِ يَا فَتَاةُ تَمَهَّلِي … و ادعِ الإِلَهَ بَأَحْلَكِ الظُلُمَاتِ
إِنَ النَصِيبَ مُقَدَّرٌ لَكِنَّنَا … نَخْشَى البَوَارَ بَبَادِرِ الأَوْقَاتِ
فَلتَصْبُرِي وَ لْتَحْفَظِي نَفْسَاً لَهُ … سَيَجِيءُ وَقْتُ الحُبِّ وَ الكَلِمَاتِ
وَ الشِعْرُ هَذَا فَاحْفَظِهِ بِصَدْرِكِ … إِنِّي بِقَلْبٍ مُثْقَلِ الآهَاتِ
وَ سَلَامُ رَبِ العَالَمِينَ عَلَيْكُمُ … يَا مَعْشَرَ العُشَاقِ فِي الفَلَوَاتِ
